drivingchallenge.com

إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحجرات - قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم - الجزء رقم27

June 2, 2024, 11:37 pm

( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان). أي بئس الاسم أن يقول: يا يهودي أو يا فاسق بعد ما آمن وتاب ، وقيل معناه: إن من فعل ما نهي عنه من السخرية واللمز والنبز فهو فاسق ، وبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، فلا تفعلوا ذلك فتستحقوا اسم الفسوق ( ومن لم يتب) من ذلك ( فأولئك هم الظالمون).

  1. ايه لا يسخر قوم من قوم تفسير
  2. ايه لا يسخر قوم من قوم عسي ان

ايه لا يسخر قوم من قوم تفسير

وخص النساء بالذكر مع أن القوم يشملهم بطريق التغليب العرفي في الكلام ، كما يشمل لفظ ( المؤمنين) المؤمنات في اصطلاح القرآن بقرينة مقام التشريع ، فإن أصله التساوي في الأحكام إلا ما اقتضى الدليل تخصيص أحد الصنفين به دفعا لتوهم تخصيص النهي بسخرية الرجال إذ كان الاستسخار متأصلا في النساء ، فلأجل دفع التوهم الناشئ من هذين السيئين على نحو ما تقدم في قوله من آية القصاص والأنثى بالأنثى في سورة البقرة. وجملة عسى أن يكونوا خيرا منهم مستأنفة معترضة بين الجملتين المتعاطفتين تفيد المبالغة في النهي عن السخرية بذكر حالة يكثر وجودها في المسخورية ، فتكون سخرية الساخر أفظع من الساخر ، ولأنه يثير انفعال الحياء في نفس الساخرة بينه وبين نفسه. تفسير: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم). وليست جملة " عسى أن يكونوا خيرا منهم " صفة لقوم من قوله: " من قوم " وإلا لصار النهي عن السخرية خاصا بما إذا كان المسخور به مظنة أنه خير من الساخر ، وكذلك القول في جملة عسى أن يكن خيرا منهن وليست صفة لـ " نساء " من قوله: " من نساء ". [ ص: 248] وتشابه الضميرين في قوله: أن يكونوا خيرا منهم وفي قوله: أن يكن خيرا منهن لا لبس فيه لظهور مرجع كل ضمير ، فهو كالضمائر في قوله تعالى: وعمروها أكثر مما عمروها في سورة الروم ، وقول عباس بن مرداس: عدنا ولولا نحن أحدق جمعهم بالمسلمين وأحرزوا ما جمعوا

ايه لا يسخر قوم من قوم عسي ان

وقوله ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) يقول تعالى ذكره: ومن فعل ما نهينا عنه, وتقدّم على معصيتنا بعد إيمانه, فسخر من المؤمنين, ولمز أخاه المؤمن, ونبزه بالألقاب, فهو فاسق ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) يقول: فلا تفعلوا فتستحقوا إن فعلتموه أن تسموا فساقا, بئس الاسم الفسوق, وترك ذكر ما وصفنا من الكلام, اكتفاء بدلالة قوله ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ) عليه. وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثنا به يونس بن عبد الأعلى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, وقرأ ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) قال: بئس الاسم الفسوق حين تسميه بالفسق بعد الإسلام, وهو على الإسلام. قال: وأهل هذا الرأي هم المعتزلة, قالوا: لا نكفره كما كفره أهل الأهواء, ولا نقول له مؤمن كما قالت الجماعة, ولكنا نسميه باسمه إن كان سارقا فهو سارق, وإن كان خائنا سموه خائنا; وإن كان زانيا سموه زانيا قال: فاعتزلوا الفريقين أهل الأهواء وأهل الجماعة, فلا بقول هؤلاء قالوا, ولا بقول هؤلاء, فسموا بذلك المعتزلة. ايه لا يسخر قوم من قوم عسي ان. فوجه ابن زيد تأويل قوله ( بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) إلى من دعي فاسقا, وهو تائب من فسقه, فبئس الاسم ذلك له من أسمائه... وغير ذلك من التأويل أولى بالكلام, وذلك أن الله تقدّم بالنهي عما تقدّم بالنهي عنه في أوّل هذه الآية, فالذي هو أولى أن يختمها بالوعيد لمن تقدّم على بغيه, أو بقبيح ركوبه ما ركب مما نهى عنه, لا أن يخبر عن قُبح ما كان التائب أتاه قبل توبته, إذ كانت الآية لم تفتتح بالخبر عن ركوبه ما كان ركب قبل التوبة من القبيح, فيختم آخرها بالوعيد عليه أو بالقبيح.

والشريعة إما أمر وإما نهي، والنهى فى الآية صريح: (لا يسخر) (ولا تلمزوا) (ولا تنابزوا) والحكم الربانى على من يخرج عن هذا النهى واضح (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) وهى أى الشريعة ـ آداب وسلوكيات وحياء وأخلاق إنها جامعة كل خصال الخير آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر. ولعل من تسخر منه أفضل وأكرم عند الله وأفضل وأكرم عقيدة وباطناً، وقد ذكر المفسرون فى سبب نزول الآية الكريمة عدداً من الروايات وكلها تنهى عن السخرية، قيل نزلت فى صحابى جليل هو ثابت بن قيس رضى الله عنه عندما عَيَّرَ صحابيا آخر بأمه، وقيل نزلت فى وفد بنى تميم عندما استهزأوا بفقراء الصحابة، وقيل نزلت فى عكرمة بن أبى جهل حين قدم المدينة مسلماً وكان المسلمون إذا رأوه قالوا: ابن فرعون هذه الأمة فشكا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت. ورضى الله عن ابن مسعود إذ قال: «البلاء موكل بالقول، لو سخرت من كلب لخشيت أن أحوّل كلبا».

اللهم هون برد الشتاء, 2024

[email protected]