تعاني المرأة المطلقة في المجتمع الشرقي من بعض القيود التي تفرضها عليها العادات والتقاليد التي توارثتها المجتمعات الشرقية، وهو الأمر الذي دفع شابة مصرية تدعى نجلاء عياد إلى أن تؤسس أول جمعية في العالم العربي لعلاج وتأهيل المطلقات وأطفالهن حتى يتجاوزن الأزمات والمشاكل التي تواجههن بعد الطلاق. تقول نجلاء عياد، شعرت بما شعرت به المرأة المطلقة بعد أن تعرضت لتلك التجربة القاسية، ومررت بظروف صعبة للغاية لكن كنت أمتلك عزيمة لأن أقاوم وأعود إلى الحياة بعد أن خسرت حياتي الزوجية، وخاصة أنني تعرضت لتجربة الطلاق مرتين بعد أن طلقت في المرة الأولى قررت أن أعيش وأهرب من تجربتي بالزواج إلا أنني تعرضت إلى تجربة أقسى من الأولى ولم أخجل من الطلاق الرسمي والجلوس بأبنائي. وتابعت نجلاء: القرار الخاطئ يهاجم المرأة المطلقة دائماً في تفاصيل حياتها مما يجعلها فريسة سهلة للخسارة الدائمة، وتلك العناصر جعلتني أفكر في حماية نفسي وحماية من مروا بما عشته من قسوة دون أن يشعر بهم المجتمع المتشدد مع المرأة المطلقة وكأنه عقاب أنها فشلت في حياتها، وقررت أن أعلنها صراحة أنني امرأة مثلي مثل كل امرأة موجودة في المجتمع لا ينقصني شيء.
ويمضي الدكتور محمد فيقول " لذا كان الأصل في الطلاق أنه مكروه إذا لم تكن حاجة، فإذا كان بلا سبب أصلا لم يكن فيه حاجة إلى الخلاص، بل يكون حمقًا وسفاهة رأي، ومجرد كفران النعمة وإخلاص الإيذاء بها وبأهلها وأولادها، فحيث تجرد عن الحاجة المبيحة له شرعا يبقى أصله من الكراهة، لقوله تعالى: " فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا "، أي لا تطلبوا الفراق منهنّ حيث كنّ طائعات، أو أرجعن إلى الطاعة إن تحقق نشوز". وفي نهاية حديثه يقول الدكتور محمد: " من أحكام الطلاق أنه يكون مباحا: إذا وجدت الحاجة إليه، وعلى ما وقع منه "صل الله عليه وسلم"، ومن أصحابه وغيرهم من الأئمة، وقد يستحب: كما لو كانت مؤذية له بأخلاقها السيئة، أو تاركة للصلاة، أو لا يميل إليها بالكلية، وقد يجب: إذا فات الإمساك بالمعروف، وقد يحرم كما في الطلاق البِدعي، وكما إذا طلبته المرأة دون سبب، لحديث أصحاب السنن عن ثوبان قال: قال رسول الله " صل الله عليه وسلم": (أيّها امرأةٍ سألت زوجها الطّلاق مِن غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنّة)". حقوق المرأة المطلقة أما عن حقوق المرأة المطلقة تقول المحامية رزان البلوشية " على الصعيد الشخصي أجد أن قانون الأحوال الشخصية أنصف تماما المرأة المطلقة لأنه كفل حقها قبل كل شيء، لذلك نجد أن للمرأة حقوق بعد الطلاق وأن هذه الحقوق لم تخضع لتقدير الزوج المطلق بل استمدت من الشرع لتنفيذ بعد ذلك بقوة القانون".
اعداد: أسماء بنت يعقوب البلوشي "ج": " قرار الطلاق ليس بالقرار السهل والهيّن، مررت بأيّام صعبة بعد الانفصال. " محمد المجاهد: "جعل الإسلام الطلاق تشريعا استثنائيا يلجأ إليه عند الضرورة إذا تعذر أو استحال الإصلاح بعد استنفاذ كل الطرق المشروعة لحل الخلاف". البلوشية: " قانون الأحوال الشخصية أنصف تماما المرأة المطلقة لأنه كفل حقها قبل كل شي". المقبالي: "حقوق المرأة المطلقة في قانون الأحوال الشخصية وردت في نص المادة (90)". محمد سيد: " الذهاب إلى عيادات الإرشاد النفسي هو الحل الأمثل للتقليل تلك الآثار النفسية والاجتماعية التي قد يتعرض لها أفراد الأسرة بما في ذلك الأطفال". الحمادية: " الطلاق يُعد أزمة نفسية بين الزوجين، ولكن هذه الأزمة تظهر بشكل خاص على المرأة".
وتضيف الحمادية أن يمكن تقليل من حالات الطلاق باستغلال فترة الخطوبة استغلال الأمثل بالتعارف بين الزوجين قبل الخوض إلى الزواج، كما أن معرفة الزوجين بحقوق وواجبات الحياة الزوجية حتى يحرص كلاهم أن يوفي بواجباته اتجاه الآخر. وتكمل الحمادية حديثها بنصح المقبلين على الزواج بالالتحاق بمراكز الإرشاد الزواجي، وتدعو الحمادية إلى ضرورة حل المشكلات البسيطة بين الزوجين قبل أن تكبر وتصل إلى التفكك الأسري. وفي نهاية حديثها تقول " لابد من بث الثقافة في المجتمع فيما يتعلق بالوعي القانوني بحقوق المرأة المطلقة، وفي نفس الوقت التوعية بأضرار الطلاق وذلك من خلال الدورات وورش العمل". الدكتور محمد سعيد بن خليل المجاهد المحامي صلاح المقبالي
اللهم هون برد الشتاء, 2024