drivingchallenge.com

محافظ الوادى الجديد: بدء تنفيذ المرحلة الثانية لتوصيل الغاز الطبيعى بمدينة الخارجة

June 3, 2024, 12:38 am

مخطوطات وترد صور جلال الدين أكبر في المخطوطات المغولية الهندية سواء التي رسمت صورها تبعاً لتقاليد مدرسة التصوير الإسلامي أو طبقاً لأسلوب المدارس الهندوكية المحلية وتتفق جميعها في تصوير جلال الدين اكبر كمحارب يتميز بطول القامة وقوة البنية الجسدية فضلاً عن بشرته التي تبدو داكنة نوعاً ما ربما في إشارة للأصول الهندية لوالدته حميدة بنت علي أكبر. وتحرص الصور على أمرين أولهما إبراز تنوع أغطية الرأس التي يرتديها السلطان بحسب المواقف التي يصور فيها ففي الصور الشخصية نجد التاج الذي يأخذ شكل عمامة متعددة الطيات محملة بأصناف من الجواهر والأحجار الكريمة، بينما في مناظر البلاط والمعارك التي خاض أكبر غمارها بنفسه يكتفي بعمامة بسيطة غالباً ما تكون حمراء اللون. ولم يكن جلال الدين أكبر حريصاً على أن يكون ملتحيا واكتفى بشارب كثيف أنيق ونجده في مشاهد كثيرة يرتدي ملابس هندية محلية باللون الأبيض وقد وصلتنا عدة صور توضح محاورات السلطان في مجلسه الفلسفي «عبادة خانه»، حيث يبدو مهتماً ومندمجاً في المناقشات التي تدور بين الفلاسفة وقد حرص الرسامون على تصوير أكبر المحارب ممتطياً صهوة جواده أو راكباً فيلاً. واختلفت الآراء حول الاعتقاد الذي مات عليه جلال الدين أكبر وإن كان الراجح أنه مات على عقيدته الجديدة خاصة وأنه كان يعتبر الإسلام والهندوسية ديانات طيبة ولكنها قديمة.

جلال الدين اكبر

أحد هؤلاء هو عبدالنبي الكنكوهي، الملقب بـ "صدر الصدور"(]) الذي ما إن تولى منصبه حتى تطاول على العمال والموظفين، وسبّبت سياساته فشو الفساد والرشوة في أوساط الدوائر الدينية. أما الثاني فهو الملا عبدالله السلطانبوري، الملقب بـ "مخدوم الملك"، والذي أفتى ذات مرة بسقوط فريضة الحج، لئلا يقول الناس أنه لم يقم بأدائها( 3]). واشتهر السلطانبوري بحب المال وكنزه، والتهرب من أداء الزكاة، فكان يهب أمواله لزوجته قبل حلول الحول، وكانت هي تهبه الأموال نفسها بعد مضي ستة أشهر. ومنهم: مبارك الناكوري الشيعي، الذي وضع للملك "مرسوم العصمة والاجتهاد" والمستمد من عقائد الشيعة، والذي منح فيه الملك "أكبر" المرجعية النهائية في أمور الدين، وحق الاختيار والترجيح في المسائل التي اختلف فيها الأئمة المجتهدون، باعتبار أن االسلطان العادل (يقصد أكبر) أرفع درجة عند الله من العالم المجتهد! ومنهم: أبو الفضل بن مبارك الناكوري، الذي أقنع الملكَ أكبر بـ "العقيدة الألفية"(]) التي تعني باختصار أنه قد مضى على الإسلام ألف سنة، وأن الدنيا مع دخول الألف الهجري الثاني، لا بد أن تستأنف عهدا جديدا، ولذا فإنه لا بد لها من شريعة جديدة، ومشرع جديد، وحاكم جديد، وليس في هذا العالم لهذا المنصب الجديد، إلا الملك جلال الدين أكبر، صاحب التاج والعرش، والإمام العادل والعاقل!

صور جلال الدين اكبر وزوجته الحقيقي

جلال الدين محمد أكبر هو الإمبراطور المغولي في عام 1556 وحتى وفاته ، وكان الحاكم الثالث لسلالة المغول في الهند ، وقد نجح أكبر ووالده ، همايون ، والذي ساعد الإمبراطور الشاب في توسيع وتعزيز مجالات المغول في الهند. كانت أكبر جنرال ناجح وذو شخصية قوية ، حيث قام بتوسيع إمبراطورية المغول تدريجيا لتشمل ما يقرب من جميع شبه القارة الهندية إلى الشمال من نهر جودافارى ، وكان صاحب السلطة والنفوذ ، ولذلك ، توسع فى كامل البلاد بسبب الجيش المغولي والسياسية والثقافية ، والهيمنة الاقتصادية ، حيث قام بتوحيد دولة المغول العظمى ، التي أنشئت أكبر نظام مركزي لإدارة جميع أنحاء إمبراطورتيه ، واعتمد في سياسته علي التوفيق بين الحكام في البلاد التي غزاها من خلال الزواج والدبلوماسية ، وذلك للحفاظ على السلام والنظام في الإمبراطورية دينيا وثقافيا ، واعتمدت سياساته الذي فاز بها بدعم من رعاياه من غير المسلمين. كان وضع اقتصاد الهند المغولية قوي ومستقر ، مما أدى إلى التوسع التجاري وزيادة الرعاية الثقافية ، وكان أكبر نفسه راعيا للفنون والثقافة ، وكان مولعا بالأدب ، ولذا فقد أنشأ مكتبة بها أكثر من 24،000 من المجلدات المكتوبة باللغة السنسكريتية ، والهندوستانية والفارسية واليونانية واللاتينية والعربية وكشمير ، وكان يعمل بها العديد من العلماء والمترجمين والفنانين والخطاطين ، والكتبة، وكانت تضم أيضاً رجال الدين من الأديان العديدة ومن الشعراء والمهندسين المعماريين والحرفيين مع تزين محكمته بالوافدين من جميع أنحاء العالم للدراسة والمناقشة ، حيث أصبحت أكبر المحاكم في دلهي.

جلال الدين أكبر الزوجة

والده الإمبراطور همايون الذي طرد من عرش دلهي وهرب إلى بلاد فارس، وقد توفي همايون في 1556 للميلاد بعد وقت قصير من عودته إلى دلهي. تم تنصيب السلطان أكبر إمبراطورًا للمغول في 14 فبراير/ شباط في عام 1556 للميلاد تحت وصاية بيرم خان. في عام 1560 تخلص السلطان أكبر من الوصي الولاية وتولى سلطات إمبراطورية كاملة، وبحلول عام 1605 أصبحَ سيدًا لحوض الغانج الهندي وكشمير وأفغانستان في الشمال وغوجارات والسند في الغرب والبنغال في الشرق وجزءًا من الدكن حتى نهر جودافاري في الجنوب. ترأس الإمبراطور جلال الدين توليفة ثقافية هندوسية إسلامية تُوجت بعصر ذهبي للثقافة، على الرغم من أنه لم يتعلم القراءة أو الكتابة إلا أنه كان رجلاً مثقفًا وأحاط نفسه بأفضل العقول في جيله. كان السلطان جلال الدين يرعى المثقفين المسلمين الليبراليين مثل الشيرازي وفايزي وأبو الفضل مؤلف كتاب عين أكبري وأكبر نما، وهما عملين تاريخيين هامين للمغول. رحب جلال الدين في بلاطه المتصوفين مثل سليم تشيشتي وشارك في حوارات مع الكهنة اليسوعيين، كما دعا أبو الفتاح جيلانا الذي كتب تعليقًا على ابن سينا إلى بلاطه. كان الملك جلال الدين ملتزمًا بسياسة التسامح العالمي، اعتبر أكبر نفسه حاكمًا لجميع رعاياه وأمير المؤمنين.

المصدر: الجزيرة مباشر

اللهم هون برد الشتاء, 2024

[email protected]