[ سورة الشعراء: 3] ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ) أي: مهلكها وشاق عليها، ( أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) أي: فلا تفعل, ولا تذهب نفسك عليهم حسرات, فإن الهداية بيد الله, وقد أديت ما عليك من التبليغ، وليس فوق هذا القرآن المبين آية, حتى ننزلها, ليؤمنوا [بها], فإنه كاف شاف, لمن يريد الهداية...
معنى باخع: قاتل نفسك أو مهلكها. يقول تعالى "فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفًا".
وبخصوص ما ترينه على إخوتك من فعل منكرات: فلا تعنفي عليهم، وتلطفي في الإنكار عليهم، وحاولي تقوية إيمانه ودينه؛ فإن من شأن ذلك أن يتخلص هو بنفسه من أفعال السوء والمنكر. – ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه رضاه، وأن يهدي أهلك جميعاً للبر والتقوى. والله أعلم.
لطيفة يوسفي المطلب الأول: الأثر في اللغة تعددت المعاني التي حدد بها الأثر في اللغة، ولبيان ذلك نورد النقول التالية: ففي (مقاييس اللغة) لابن فارس" (أثر) الهمزة والثاء والراء، له ثلاثة أصول: تقديم الشيء، وذكر الشيء، ورسم الشيء الباقي. قال الخليل: لقد أثرت بأن أفعل كذا، وهو هم في عزم. وتقول افعل يا فلان هذا آثرا ما، وآثر أثير، أي: إن اخترت ذلك الفعل فافعل هذا إما لا. قال الخليل: والأثر بقية ما يرى من كل شيء وما لا يرى بعد أن تبقى فيه علقة. فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين. والأثار الأثر، كالفلاح والفلح، والسداد والسدد. قال الخليل: أثر السيف ضربته. والأثارة: البقية من الشيء، والجمع أثارات. " [1] وفي (لسان العرب) لابن منظور " الجمع آثار و أثور، وخرجت في إثره وفي أثره أي بعده،واتثرتهوتأثرته: تتبعت أثره، عن الفارسي، ويقال، آثر كذا و كذا بكذا وكذا أي اتبعه إياه، و منه قول متمم بن نويرة يصف الغيث: فأثر سيل الواديين بديمة ترشح وسميا من النبت خروعا. أي أتبع مطرا تقدم بديمة بعده. " [2] وفي (القاموس المحيط) للفيروز ابادي " نقل الحديث وروايته، كالإثارة والأثرة، بالضم يأثره و يأثره و إكثار الفحل من ضراب الناقة، و بالضم: أثر الجراح يبقى بعد البرء، وماء الوجه، و أثر على أصحابه كفرح، فعل ذلك. "
اللهم هون برد الشتاء, 2024