من أول من أسلم من الصبيان ؟ من الأسئلة الدّينية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين من الذين يهتمّون بدراسة التاريخ الإسلامي، منذ أن بُعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا، حيث إنّ الإطلاع وتدارس السيرة النبوية من الأمور التي حثّ عليها الإسلام، ولمن يفعل ذلك له عظيم الأجر والثّواب من الله -سبحانه وتعالى- والكثير من الفضائل والعبر والدّروس التي يمكن أن ينهلها ويستلهمها ويتعلّم منها من السيرة النبوية، وسير الصّحابة الكرام، وفي هذا المقال سيطلعنا موقع المرجع على أول من أسلم من الصبيان وسيرته العطرة.
أبو بكر الصدّيق هو أفضل رجال هذه الأمة بعد الرسول الكريم –عليه السلام- عُرف بالورع والتقى الشديدين والسبق إلى الخير، فما حاز الفضائل أحد كما حازها أبو بكر، إذ قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخيّر أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم"، فهو أول خليفة بعد الرسول -عليه السلام- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة [٢]. أول من أسلم من الغلمان عندما بُعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان علي بن أبي طالب فتىً صغيرًا ينشأ ويتربى في كنف الرسول، إذ تكفل الرسول عليه السلام برعايته وتربيته للتخفيف عن عمّه أبي طالب الشيء البسيطة من مؤونة العيال وشؤونهم العظيمة، لذا دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليًا إلى الإسلام، فآمن بالرسول الكريم وصدّقه ليكون بذلك أول من دخل الإسلام من الغلمان.
كان أبو بكر الصديق من العشرة المبشرين بالجنة. كان النبي- ﷺ- يحب أبا بكر للدرجة التي جعلته يتمنى أن يكن أبو بكر خليلاَ له ليبلغ الرسالة معه، كما في قوله- ﷺ- (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا. ) تزوج رسول الله- ﷺ- السيدة عائشة بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- حتى يجمعه النسب مع صاحبه. أسلم على يد أبي بكر- رضي الله عنه- كبار الصحابة مثل الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنهم-، وهم من المبشرين بالجنة ، فما بالك عن ثواب أبي بكر عن إسلام هؤلاء. قصة دخول أبي بكر الصديق الإسلام ضرب لنا الصديق أبو بكر أعظم الأمثلة في اختيار الصديق، ومدى حبه لصديقه محمد بن عبد الله قبل النبوة، وحتى عند نزول الوحي لجأ له النبي- ﷺ- له ليحكي له ما حدث ولعلمه- ﷺ- أن أبا بكر هو الذي سيصدقه في مثل تلك الأخبار التي يصعب على العقل تصديقها، فعندما نزل سيدنا جبريل- عليه السلام- بالوحي على سيدنا محمد- ﷺ- فزع سيدنا محمد لهول الحدث، ولجأ أولاَ إلى السيدة خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- ليحكي لها ثم قص ما حدث معه إلى أقرب صحابته، صديقه الصدوق أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- فما لبث أن صدقه أبو بكر وأعلن إسلامه على الفور فصار أول من أسلم من الرجال.
اللهم هون برد الشتاء, 2024