ويجوز للمرأة أن تحتفظ بهذا المهر حتى وإن تم طلاقها من زوجها عقب ذلك، ولايجوز لزوجها أن يقاسمها بأي جزء على الإطلاق من هذا المهر وذلك إلا بناء على إرداتها وبنفس راضية من الزوجة، ويرجع ذلك لقول الله عز وجل في كتابه العزيز " وآتوا النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا"، وبالتالي نلاحظ أن المهور تعطى من الله عز وجل للنساء كمنحة خالصة، فلقد أمر الله أن يتم إعطاء المهور للسيدات وذلك بغرض الوازع الديني للرجل حيث يعد هذا المهر إلزام من الرجل يجب عليه أن يقدمه للمرأة. أحكام المهر في الإسلام من الجدير ذكره أن أحكام المهر تختلف من دين لأخر فعلى سبيل المثال نلاحظ أن أحكام المهر في الديانة اليهودية كانت تقوم على أن يقوم الزوج بدفع مهر لعروسه من أجل إتمام الزواج، حيث كانت العائلة اليهودية تقوم بتحديد وتخصيص جزء معين من تركة الأب حتى يدفع كمهر إذا تم زواجها، وبالتالي فلقد كانت البنات تمثل عبء كبير على الأباء اليهودين، هذا بالإضافة لأن الزوج كان يمتلك حرية التصرف بهذا المهر الذي يدفع من الأب، ولايحق للزوجة أن تتصرف به منذ أن يتم زواجها.
وإذ كان قسم من المهر معجلاً والباقي مؤجلاً، فلها الامتناع إذا لم تستلم القسم المعجل، فإذا أخذته فعليها القيام بواجبها الزوجي، وكذلك لو كان المهر كله مؤجلاً فإن عليها الاستجابة له كزوجة، حتى وإن لم تقبض المهر بعد؛ لأنها رضيت بالتأجيل، ولو أخره عن المدة المُحدَّدة. وتملك المرأة المهر المسمَّى بالعقد، فلها التصرّف فيه، لكن ملكيتها لكامل المهر لا تستقر إلَّا بالدخول، فلو طلقها قبل الدخول فيجب عليها إرجاع نصف المهر. والمقصود بالدخول الشرعي الذي تستحق به المرأة كل المهرهو: الممارسة الجنسية بالجماع، كما هو رأي أغلب فقهاء المالكية والشافعية، ولا تكفي الخلوة بينهما، بينما يرى الحنفية والحنابلة أن مجرد الخلوة التي ليس فيها ما يمنع من الوطء فهي كافيةٍ للمرأة باستحقاقها للمهر. المهر في الإسلامية. وإذا مات أحد الزوجين قبل الدخول فهناك طوائف مختلفة من الروايات سببت اختلاف رأي الفقهاء إلى ثلاثة أمور وهي: 1- أن المرأة تستحقّ تمام المهر المسمَّى لو ماتت هي أو مات هو قبل الدخول حسب رأي بعض الفقهاء. و هو رأي مذاهب أهل السنة. 2- أنها تستحق نصف المهر، وهو رأي بعض الفقهاء أيضاً كالسيد السيستاني. 3- لو مات الزوج استحقت كل المهر ولو ماتت الزوجة استحقت نصف المهر.
اللهم هون برد الشتاء, 2024