drivingchallenge.com

لا تحسبوه شرا لكم

May 20, 2024, 12:24 pm

وكم أثمر ما يحصل على أرض الشام من ثمرات يانعة طيبة، فالإقبال على الله والتوبة والاستغفار والانشغال بذكره ودعائه والرجوع إليه والتوكل عليه وحده دون غيره وترك المنكرات والمسارعة في الخيرات مع التعاون والتكافل والانسجام والتوافق والإيثار والشجاعة وعدم الذل والانقياد والسجود إلا لله ، مع تحقيق العبودية لله وحده وظهور كثير من الطاعات والقربات والسنن المندثرة بعد سجنها لعقود كلها ثمار يانعة... فلا تحسبوه شرا لكم بل هو خير. واصطفاء الله لكثير من الناس شهداء الأمر الذي يرجوه كل مؤمن، فقد جاء مكرمة من الله وفضلا لأهل الشام... {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}. فلا تحسبوه شرا لكم بل هو خير.

{إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}

والظاهر من كلام ابن تيميَّة: أنَّ جهات الفضْلِ بين خديجة وعائشة متقاربة؛ ابن حجر، "فتح الباري" ( 7/ 136). وقد ثبَتَ في الصحيح أنَّ الناس كانوا يتحرَّون بهداياهم يومَ عائشة؛ لِمَا يعلمون من محبَّته إيَّاها؛ حتى إنَّ نساءَه غِرْنَ من ذلك، وأرْسَلْنَ إليه فاطمة - رضي الله عنها - تقول له: نساؤك يسألْنَكَ العدلَ في ابنة أبي قُحافة، فقال لفاطمة: ((أيْ بُنية، أمَا تُحِبِّين ما أحبُّ؟))، قالتْ: بَلَى، قال: ((فأحبِّي هذه))، وكان يقول لزوجته أُمِّ سَلَمة: ((لا تؤذِيني في عائشة؛ فإنَّه واللهِ ما نزَلَ عليّ الوحْي وأنا في لحاف امرأة منكُنَّ غيرها)). وفي الصحيحين أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا عائش، هذا جبريل يُقرئكِ السلام))، قلتُ: "وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى"، وكان في مَرَضه الذي ماتَ فيه يقول: ((أين أنا اليوم؟))؛ استبطاءً ليوم عائشة - رضي الله عنها - وتوفِّي بين سَحْرِها ونَحْرها، وفي حِجْرها، وجَمَعَ الله بين رِيقِه ورِيقها. لا تحسبوه شرا لكم - موقع مقالات إسلام ويب. إنَّ هؤلاء الشيعة ليسوا فردًا أو أفرادًا ، إنَّما هم " عصبة " مُجتمعة ذات هدفٍ واحد، يريدون زَعْزعة العقيدة في قلوب المسلمين، وتشكيكَهم في أحاديث نبيِّهم، وتشويه صورة الصحابة - أمثال: أبي بكرٍ وعُمر، وعثمان وعائشة - في نفوس المسلمين، مُستغلِّين جهْلَ المسلمين بدينهم، وضَعف عقيدتهم، وتفاهةَ تفكيرهم، وانشغالهم بالثقافات الوافدة التافهة على حساب العِلم الصحيح الذي يَرتكزُ على القرآن الكريم والسُّنة الصحيحة.

&Quot;لا تحسبوه شرًا لكم&Quot;.. أين الخير في حادثة &Quot;الإفك&Quot;؟.. &Quot;الشعراوي&Quot; يجيبك

ـــــــــــــــــــــــــــ مجلة البيان:322

لا تحسبوه شرا لكم - موقع مقالات إسلام ويب

ولو أن هذه الحروب الشرسة تعرّض لها غُير المسلمين، لانتهى أمرهم منذ زمن بعيد. ولكنه دين الله الذي تكفل بحفظه وحفظ أتباعه، وتكفل بنصرتهم، يقول تبارك وتعالى: ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)[الصافات: 171-173]. ولقد مرت بالمسلمين -في تاريخهم- فتراتٌ تسلّط فيها الأعداء من التتار والصليبيين وأهل البدع، وبلغ التفرق بين المسلمين مداه، وذاق المسلمون حياة الذل والمهانة؛ حتى خُيّل لبعض من عاش في ذلك الزمان أنه لن تقوم للإسلام والمسلمين قائمة. ومع ذلك جاء نصر الله، وقامت دولة الإسلام قوية كما كانت، وخرج الأعداء من ديار المسلمين صاغرين. "لا تحسبوه شرًا لكم".. أين الخير في حادثة "الإفك"؟.. "الشعراوي" يجيبك. فلا يأس ولا قنوط إذاً من عودة الإسلام في هذا الزمان، ولكن ذلك يتطلّب التضحيات من المسلمين، والصبر والثبات والالتزام بهذا الدين ظاهراً وباطناً. اللهم احفظ عبادك المسلمين في كل مكان، وبصِّرهم بدينهم، وثبتهم على الحق والهدى يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا...

وهذا لا يتعارضُ مع حديث تفضيل " خديجة " في قوله - صلى الله عليه وسلم-: ((ما أبْدَلني الله خيرًا منها)).

فقلت: والله لقد رميتموني بأمر والله يعلم أني منه بريئة، وإن قلت لكم: إني بريئة لم تصدقوني، وإن قلت لكم: إني فعلت هذا الأمر صدقتموني، والله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف:18]، ثم انخرطت في البكاء وأبوها يبكي معها وأمها تبكي معها والأنصارية تبكي معهم، فكما قال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح:5-6]. فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ثم سري عنه فقال: أبشري -يا عائشة - فقد أنزل الله براءتك! ثم تلا هذه الآيات: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُم... ). الآيات. فقالت أمي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحمديه، فقلت لها: والله لا أقوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحمده، إنما أحمد الله الذي أنزل براءتي، ونزلت آيات الإفك عشر آيات) والغرض منها ليس فقط إظهار براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وإن كان هذا وارد فالله يدافع عن الذين آمنوا، فكما قالت أم المؤمنين عائشة: (والله ما كنت أظن يوماً أن الله سينزل في شأني وحياً يتلى، وغاية ما كنت أريد أن يري الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام رؤيا في نومه يبرئ الله بها ساحتي)، ولكن الله كريم يبرئ المظلومين في الدنيا والآخرة.

اللهم هون برد الشتاء, 2024

[email protected]