وفي جرمو مجدوا الصناعات الفخارية في الطبقات الخمس العليا فقط، وكان فخار الطبقتين الخامسة والرابعة احسن الانواع التي ظهرت في هذه القرية، ولكن الاواني الفخارية بوجه عام تدل على انها سمجة سميكة الجدران هشه بسب اعدادها في درجة حرارة منخفضة نسبيا وهي غير مدلوكة وغير مزخرفة ولكن قليلا من فخاريات الطبقة الخامسة والرابعة كان مزينا بخطوط متقاطعة بلون اسود واحمر. لقد وجد مثل هذا الفخار في قرية شمشارة في سهل رانية وهي قرية تعاصر موجوداتها اثار سكان قرية جرموا، كما وجد في قرية اخرى تسمى كرد علي اغا على الضفة اليسرى لنهر الزاب الكبير على بعد خمسة وسبيعين كيلومترا شرقي نينوى.
يعيش هؤلاء القرويون حياة بسيطة شبه بدائية ولو أنهم يستفيدون من بعض كماليات الحياة العصرية. تراهم لا يشتكون بل يعيشون بهناء وسعادة. (18) قرويون أمام منزلهم. صورة نشرها على موقع فليكر sadeghkhan في 28 نوفمبر 2005. لكننا لاحظنا عدة منازل مهجورة ولم نلتقِ بالعديد من الشباب والشابات. كثيرون غادروا القرية للعمل في مدينة شهر بابك المجاورة التي تبعد ساعة بالسيارة عن ميمند. إنها قرية جميلة، جميلة جدًا يعمّ فيها الهدوء والسكينة، هي كتحفة فنية في تناغم تام مع الطبيعة". ميمند، بين العصر الحجري والحياة العصرية (1) أحد بيوت القرية. صورة نشرها على فليكر علي مجدفار في 22 سبتمبر 2009. (2) قنّ للدجاج في القرية. صورة نشرها على فليكر Dmehrtash في الأول من يونيو 2007. (4) إحدى القرويات في منزلها. معلومات عن العصر الحجري الحديث - المنشورات. صورة نشرها على فليكر Dmehrtash في الأول من يونيو 2007. (6) ميمند في الشتاء. صورة نشرها على فليكر Dmehrtash في الأول من يونيو 2007. (16) (17) مغسلة محفورة في الصخر. صورة نشرها على فليكر Dmehrtash في الأول من يونيو 2007. (20) قروية أمام منزلها. صورة نشرها على موقع فليكر HORIZON في 29 مايو 2009. منازل في ميمند. صورة نشرها علي مجدفار على موقع بي بايس.
واستعمل اهل حسونة اطباقا فخارية ذات نتوءات لجرش الحبوب وفصل قشورها. وتمثل قرية الصوان التي تقع الى الجنوب من مدينة سامراء بنحو احد عشر كيلومتر مرحلة الانتقال بالعمل الزراعي من شمال العراق الى وسطه، ثم الى جنوبه فيما بعد. فقد وجدت اثار حبوب القمح وحبوب عدة انواع من الشعير وبذور الكتان والقنب. وكانت الزراعة تعتمد على الري لعدم كفاية الامطار، وفضلا عن الزراعة مارس القرويون رعي الحيوانات الاليفة كالخراف والماعز وربما الماشية وصيد الحيوانات الوحشية كالغزلان، ووجدت في الطبقة الاولى بقايا بيوت مشيدة باللبن، كما وجدت اثار خندق يعتبر الاول من نوعه في العراق، وكان عرضه 2. 5متر وعمقه ثلاثة امتار ويدل هذا الخندق على وجود جماعة مستقرة قادرة على الدفاع، ومن المباني التي تستحق الذكر بناء واسع مشيدا باللبن وجدرانه مملطة بالطين ويرجح ان تكون له صفة عامة او دينية ، ولعله كان من بيوت العبادة ويؤدي هذا الاحتمال ما وجد فيه من تماثيل المرمر، وكشف في الطبقة اولى عن مجموعات من القبور المهمة التي يربو عددها على مائة قبر وجدت فيها بالأضافة الى الهياكل العظيمة مجموعة ثمينة من الاواني الحجرية والدمى الصغيرة المنحوتة من حجر المرمر الشمعي الجميل، كما وجدت مجموعة من الحلي بعضها من احجار كريمة مثل العقيق والفيروز.
على الرغم من مرور اكثر من ثلاثين سنة على البدء بالتنقيبات في جرموا(نسبة الى قلعة جرموا الحديثة في محافظة السليمانية) وعلى الرغم من العثور على بقايا عظام مدجنة للأغنام وعلى معالم اكواخ مستديرة وجد بداخلها عدد من المواد المنزلية ذات العلاقة بالزراعة في قرية زاوي جمي، فما تزال قرية جرمو تتمتع بالأولوية باعتبارها اقدم القرى الزراعية الحقيقية المكتشفة لحد الان. تقع اطلال هذه القرية على بعد احد عشر كيلومتر شرقي بلدة جمجمال، وترتفع عن مستوى السهل المجاور بما يقرب من 23 قدما. اكتشفت خرائبها المديرية العامة للاثار والتراث، ثم شرعت بعثة من جامعة شيكاغو بالبحث فيها 1948 واستمرت لغاية 1955. وقد اسفرت الحفريات عن كشف ست عشرة طبقة آثارية او دار سكنية مشيدة بالطوف غير المنتظم. وكانت الطبقات الاحدى عشر الاولى اعتبارا من التربة البكر في الاسفل خالية من الاواني الفخارية، ولذلك سميت هذه المرحلة القروية التي عاشها طلائع الفلاحين من سكان هذه الدور بفترة ما قبل الفخار، ما يدل على انها فترة بدائية في تطور القرى. وقد كشفت التنقيبات اثارا مماثلة لهذه الفترة في عدة مستوطنات قديمة نذكر منها قرية اريحا في فلسطين ومحاطة بوادي الاردن وخوية التنور في جنوب لبنان وفي جتل اويوك بأسيا الصغرى.
اللهم هون برد الشتاء, 2024