drivingchallenge.com

لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه

June 2, 2024, 7:47 pm

وهذا أصل عظيم من أصول الدين، فقد أناط سبحانه بالاجتماع والاتحاد الظفر والعزة والنصر، ورتب على التخاصم و التنازع الفشل والمهانة والخذلان، قال تعالى: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" [الأنفال:46] فالحديث فيه ملمح لطيف لشؤم التنازع والخصام، و التحذير من أثره الوخيم على كيان الأمة. أعاذنا الله شر الخصومات، ووقانا شر النكزات، وجمع شملنا على ما يرضي رب البريات. [1] الحديث رواه أبو هريرة وغيره وقد أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية، رقم: 1802. [2] أخرجه البخاري في كتاب صلاة التراويح، باب رفع ليلة القدر لتلاحي الناس، رقم: 1919. من خصائص النبي محمد صلى الله عليه وسلم - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. [3] يقال: تلاحى فلان وفلان تلاحيا، ولاحى فلان فلانًا ملاحاة ولحاءً بالمد، قال في التاج: والتلاحى التنازع، نقله الجوهرى، ولاحاه ملاحاة ولحاء استقصى عليه، وأيضا دافعه ومانعه، وأيضا لاومه، وتلاحيا تشاتما وتلاوما وتباغضا. مادة " ل-ح-ي" [4] رواه مسلم في كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر، والحث على طلبها، وبيان محلها، وأرجى أوقات طلبها، رقم: 1166 [5] فتح الباري 15/463

  1. قال تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم
  2. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز
  3. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم

قال تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم

والآية جامعة، في تبيان ملامح شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، ودقيقة في توصيف مقامه صلى الله عليه وسلم، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما أورده الطبري لما جاءه خزيمة بن ثابت رضي الله عنه بهذه الآية والتي تليها، ولم يكن يعلمهما إلا منه قال له عمر في واحدة من أعمق العبارات وأكثرها تعبيراً عما يستجيش في قلوب الصحابة حيال النبي صلى الله عليه وسلم، وما تدركهم فطرتهم السليمة عنه: "والله لا أسألك عليهما بينة أبدا فإنه هكذا كان صلى الله عليه وسلم". يشهد الله سبحانه من فوق سماواته العلى والمؤمنون على هذه الأرض، بعظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحبه للمؤمنين، وشفقته بهم، وحرصه على هدايتهم وسلامتهم، وإرشادهم لمجامع الخير لهم في الدنيا والآخرة، وتجنيبهم لما يضرهم. إنها العظمة حين تتجسد في شخص واحد: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ وهي صفات الداعية المربي، والقائد الحكيم، والرائد الأريب الذي يجمع بين الحب والرحمة والرأفة والحرص والعزة وإرادة النصح والخير لأصحابه وتابعيه.

لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز

هذا الحدث يعطينا النور أمام الطب الشرعي لاستعمال الاختبارات المناسبة لبيان الحق وإحقاق العدل، رغم الادعاء ووجود إثباتات ظالمة وضالة. شاهد أيضاً الشاملة بريس- مملكة أطلانتس ألجديدة ( أرض ألحكمة). مهندس خالد عامر ألأورفه لي جيل … لهفة الاطفال في يوم العيد وسر سعادتهم في الشاملة بريس- وزارة الثقافة والفنون والآثار قسم حماية وترقية التراث الثقافي اعداد:غدير الشيخ ياسين مديرة …

لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم

نموذج رائع في الإيجابية والتفاعل مع الواقع بزرع الفعل والتفاعل والتبشير بمستقبل متفائل. وهذا نموذجٌ آخرُ بديعٌ قصّه القرآنُ الكريمُ علينا: هو نموذجُ قصةِ الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى إلى قومه، فلنسمع ما قاله القرآن في شأنه: قال الله عز وجل: { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [سورة يس:20]. ولنتأمل حال هذا الرجل الذي جاء يسعى من خلال عدة وقفات: الوقفة الأولى: { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ} فقد جاء من مكان بعيد؛ لم يمنعه بُعد المكان أن يأتي ليبلغ دعوته، جاء من أقصى المدينة! فلم يتعذّر: بأن الشُّقة بعيدة، والمسافة طويلة، والأمر صعب، بل طرح كل هذا المعوقات جانبا وبادر بالعمل الوقفة الثانية: جاء { يَسْعَى} ولم يأت ماشياً! هذا يدل على مدى تحمسه لنصح قومه والمبادرة بفعل الخير، لذا جاء التعبير القرآني ب(يسعى) ليبرز هذا المعنى. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز. الوقفة الثالثة: { من أقصى المدينة} وعادةً، لا سيما في الأزمنة السابقة، لا يسكن أقصى المدينة إلا بسطاء الناس وضعفاؤهم وفقراؤهم، فلم يمنعه ما هو عليه من شظف العيش ودنو المنزلة الاجتماعية من أن يجهر بدعوته.

وقد قال الله تعالى عن رسوله الكريم مبيناً حرصه على هداية قومه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128]، وقال الله تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) [الكهف: 6]، وقال الله تعالى: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) (فاطر: من الآية8)، وقال الله تعالى له: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (الأنعام: من الآية35) [الأنعام: 35]. وقال له أيضاً: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 3].

اللهم هون برد الشتاء, 2024

[email protected]