[3] شاهد أيضًا: هل الدخان يفطر الصائم وما حكم استنشاق الدخان للصائم حكم التدخين في المذاهب الأربعة إنَّ حكم التدخين هو أحد الأحكام الشرعية التي اتَّفق أهل العلم في فتواها، فتشابهت أقوال أئمة المذاهب الأربعة إلَّا ما ندر من الذين شذَّوا عن الآخرين، وفيما يلي بيان أهم أقوال أهل وأئمة المذاهب الأربعة في التدخين: [4] المذهب الشافعي: ذهب أئمة المذهب الشافعي إلى تحريم التدخين بشكل قطعي وعللوا ذلك بأنَّه يؤدي إلى التفتير والتخدير، وقد قال ابن علان: "قد اتَّفق العلماء على حِفْظ العقول وصَوْنها من المفتِّرات والمخدرات؛ لأنَّ كلَّ ما غيَّر العقل بوجْهٍ من الوجوه، أو أثَّر فيه بطريقة تناوله، فهو حرام". المذهب الحنفي: أجمع الحنفيون على تحريم التدخين، وأشاروا إلى ثبات هذا التحريم لما للتدخين من آثار ضارة وثابتة على الإنسان، كما إنَّ الدلائل المنطقية تُؤكد تحريم التدخين. المذهب المالكي: كذلك أصحاب المذهب المالكي أجمعوا على تحريم الدخان، وقد قال الفاسي في حكمه: "أنَّ الدُّخَان المذكور حَرام الاستعمال؛ لاعتراف كثيرين ممن له تمييز وتجربة بأنه يُحدِث تفتير أو تخدير". المذهب الحنبلي: شذَّ بعض الحنابلة عن حكم تحريم التدخين واعتبروه مكروهًا وليس مُحرمًا، إلَّا أنَّ أكثرهم اجمعوا على تحريم التدخين لذا فإنَّ قول الإجماع هو القول الذي يُعتدُّ به، والله أعلم.
السؤال: رسالة بعث بها المستمع مصطفى صوام، من ليبيا، يسأل ويقول: ما حكم الدين في الشخص الذي يتناول السجائر؟ وجهونا حول هذه القضية إذ عمت به البلوى. جزاكم الله خيرًا. الجواب: التدخين بأنواعه لا يجوز لما فيه من المضار العظيمة، وقد نص جمع من أهل العلم الذين ألفوا في ذلك على مضاره الكثيرة، ونص عليها الأطباء العارفون به، فهو محرم بلا شك، ولا يجوز تعاطيه، ولا بيعه، ولا شراؤه، ولا التجارة فيه، كالخمر كما يحرم بيع الخمر والتجارة فيها، فهكذا التدخين والقات وأشباهها من المضرات بالمسلمين وبالعباد، الواجب الحذر من ذلك، وألا يتجر فيها، وألا يتعاطاها المسلم، بل يحذرها غاية الحذر، كما يحذر الخمر، ويبتعد عنها، وكما أنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها ولا شربها كذا التدخين، وهكذا القات يجب الحذر من هاتين المادتين لما فيهما من المضار العظيمة، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة
هل التدخين حرام أم مكروه ابن باز ذهب الإمام ابن باز إلى تحريم الدخان ، وقال انَّ التدخين هو من الأمور المُحرمة بلا شك، وذلك لما ثبت لها من الأضرار الكبيرة على الإنسان وصحته، فقد أثبت الأطباء مدى الضرر الناجم عن هذه العادة، كما أشار إلى انَّ الله تعالى حرَّم كل ما هو مُضر بصحة الإنسان، وقد استدَّل على ذلك بقوله تعالى: " وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " [5] ، وإنَّ الضرر الذي يُسببه التدخين للإنسان هو بمثابة هلاك للإنسان، والله أعلم. [6] هل الدخان حرام أم مكروه ابن عثيمين ذهب الشيخ ابن عثيمين إلى تحريم التدخين ، وأشار إلى تحريمه بشكل قطعي وذهب إلى أنَّ لتحريم التدخين علَّتان وهما: [7] العلَّة الأولى: هي أنَّ التدخين من الأمور التي تُسبب الهلاك للإنسان بسبب أضراره الكبيرة على صحَّة الإنسان وهو أمر حرَّمه الله تعالى في قوله: " وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ "، كما أنَّ التدخين قد يؤدي بالإنسان إلى الموت، وكذلك فإنَّ قتل النفس هو أمر مُحَّرم في الشريعة الإسلامية. العلَّة الثانية: هي أنَّ صرف الأموال على الأمور الضارة والتي لا تنفع بل تضر الإنسان هو أمر مُحرَّم أيضًا، فقد جعل الله تعالى المال أمرًا يُساعد على قيام الحياة، والواجب على المُسلم أن يُنفق المال على ما يُساعده على أداء مصالحه الدينية والدنيوية، وقد استشهد على ذلك بقوله تعالى: " وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً " [8].
وفيما يلي جمعنا ملخص آراء مراجع الدين واستفتاءاتهم في هذه القضية 1 –آية الله السيد علي خامنئي س: ما هو حكم استعمال الدخانيات مثل السجائر أثناء الصوم؟ ج: الاحوط وجوباً أن يجتنب الصائم عن تدخين جميع أنواع الدخانيات والمواد المخدرة التي تستنشق عن طريق الأنف أو تحت اللسان. 2 – المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني س: هل يجوز التدخين في شهر رمضان للشخص الذي لا يستطيع تركه؟ ج: لا يجوز على الاحوط. س: هل يعتبر التدخين من المفطرات ام لا؟ ج: الاحوط وجوباٌ للصائم تجنب تعمد ادخال الدخان الغليظ في الحلق، ولا فرق في هذا بين الشخص الذي يستطيع ترك التدخين في شهر رمضان والشخض الذي لا يستطيع تركه. س: ما هو حكم التدخين بالنسبة إلى: ١- المبتديء؟ ٢- المعتاد عليه ؟ ج: يحرم التدخين على المبتديء إذا كان يلحق به ضرراً بليغاً، ولو في المستقبل، سواء أكان الضرر البليغ أو مظنوناً أو محتملاً بدرجة يصدق معه الخوف عند العقلاء، وأما مع الامن من الضرر البليغ ولو من جهة عدم الاكثار منه فلا بأس به. ٢- للمعتاد على التدخين إذا كان الاستمرار عليه يلحق به ضرراً بليغاً – على ما مرّ – لزمه الاقلاع، إلاّ إذا كان يتضرّر بتركه ضرراً مماثلاً لضرر الاستمرار عليه، أو أشدّ من ذلك الضرر، أو كان يجد حرجاً كبيراً في الاقلاع عنه بحدّ لا يتحمّل عادة.
وعليه: فلا يجوز شراء تلك السجائر ولا بيعها ؛ لحرمة استعمالها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ الله إِذَا حَرَّم شَيْئاً حَرَّمَ ثَمَنَهُ) رواه أبو داود ( 3488) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " ، واعلم أن مَن ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه ، وقال تعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب ُ) الطلاق/ 2 ، 3. والله أعلم.
اللهم هون برد الشتاء, 2024