أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10): أرأيت الذي ينهى عن الصلاة، وهذه الآية نزلت في أبي جهل الذي توعد الرسول صل الله عليه وسلم على الصلاة عند البيت. أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11): أي وما أدراك أيها الناهي إن كان المصلي على حق و هدى. أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12): وما أدراك إن أمر غيره بالتقوى. أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13): أرأيت ان لم يصدق بهذا وتولى وأعرض عنه. أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14): ألا يعلم بأن الله مطلع عليه يراه ويرى غيره. كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَاً بِالنَّاصِيَةِ (15): أي كلا لئن لم يتراجع الناهي (أبي لهب) على ما يقول ويفعل لنأخذن بناصيته. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16): أي ناصية كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها. فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17): أي فليدعُ قومه وأصحابه ومن حوله ليعينوه. سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18): و الزبانية هم خزنة جهنم. سورة العلق مكتوبة كاملة بالتشكيل. كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19): كلا لا تصغي إلى هذا ولا تطعه "يا محمد" و اسجد و صلي إن اللَّه حافظك وَناصرُك. و هكذا نكون قد أنهينا بفضل الله و قوته هذا الموضوع الذي خصصناه لسورة العلق و تفسيرها، فإن أصبنا فبفضل الله و إن أخطأنا فمن أنفسنا و الشيطان.
تفسير سورة العلق اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1): اقرأ " يا محمد" ما أنزل إليك من القرآن، مفتتحا باسم ربك المتفرد بالخلق. فهذه الآية أول ما نزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ، فامتنع، وقال: " ما أنا بقارئ " فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ). خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2): التَّنْبِيه على خَلْق الإنسان من علقة، أي خلق كل إنسان من قطعة دم. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3): اقرأ " يا محمد" ما أنزل إليك وإن ربك لكثير الإحسان واسع الجهد. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4): أي الذي علم الكتابة بالقلم. سورة العلق مكتوبة بالتشكيل. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5): أي كرم الله تعالى الإنسان بالعلم ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم. كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6): أي الإنسان إذا أنعم عليه ربه طغى و تجبر عن الهدى. أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7): أي أن الإنسان إذا كثر ماله استغنى و تجاوز حده و استكبر على ربه. إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8): إن إلى ربك المرجع و المصير.
سورة العلق هي سورة مكية ، وهي أول سورة نزلت على النبي محمد في السنة الثالثة عشر قبل الهجرة. مطلع هذه السورة هو أول ما نزل من القرآن باتفاق.
اللهم هون برد الشتاء, 2024