والنبي صلى الله عليه وسلم قال: موضع الإزار إلى أنصاف الساقين والعضلة ، فإن أبَيْتَ فأسفل ، فإن أبَيْتَ فمن وراء الساق ، ولا حقّ للكعبين في الإزار. رواه الإمام أحمد والنسائي. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن سليم وقد أسلم لتوّه: وإياك وإسبال الإزار ، فإن إسبال الإزار من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى. شبكة مشكاة الإسلامية - الفتاوى - حديث " ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار " هل هو مطلق يُقيّد بحديث " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " ؟. فالنبي صلى الله عليه وسلم يُخبر أن إسبال الإزار من الخيلاء ، فمن يقول إنه لا يفعله خُيلاء فهو يردّ على النبي صلى الله عليه وسلم قوله هذا ، فليُتنبّه. كما أن من يُسبل إزاره ويقول: لا أفعله خيلاء ، فيه تزكية لنفسه بقوله هذا ، والله عز وجل يقول: ( فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) مع ما فيه من مخالفة قول النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تقدّم. وابن عمر رضي الله عنهما وهو سيد من سادات المسلمين وعالِم من علماء الأمة يخاف على نفسه الخيلاء. روى الإمام الذهبي بإسناده إلى هلال بن خباب عن قزعة قال: رأيت على ابن عمر ثيابا خشِنة أو جَشبة ، فقلت له: إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقرّ عيناي أن أراه عليك. قال: أرنيه ، فلمسه ، وقال: أحرير هذا ؟ قلت: لا ، إنه من قطن.
إخوة الإسلام: أمرُ الإسبال جدُّ خطير يجب عدم التهاون به كما لم يتهاون به الصحابة رضوان الله عليهم، ولنا في قصة مقتل عمر درس عظيم، فالقصة كما رواها لنا البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون وهو حديث طويل والشاهد منه، جاء رجل شاب... ، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال عمر: ردّوا علي الغلام، قال: يا ابن أخي، أرفع ثوبك، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك. الله أكبر.. وهو يغادر الدنيا لم يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لو كان في زماننا لقالوا: الآن والأمة في خطر والأعداء متكالبة علينا! فنقول أين فقه عمر من فقه هؤلاء.. والله ما نرى هذه الاجتهادات إلا من مداخل الشيطان.. والله المستعان. وأخيرًا.. لا فرق بين الإسبال لخيلاء ولغير الخيلاء للأحاديث المتقدمة، وإنما إثم الخيلاء يكون أكبر من الذي يجره دون قصد الخيلاء، فعقوبة القصد للخيلاء أن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم.. وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب في ما نزل من الكعبين بالنار. ويحرم الإسبال للأمور التالية: الوعيد بالنار لمن أسبل للخيلاء ولغير الخيلاء كما تقدم في الأحاديث. ما أسفل الكعبين فهو في النار - عبد الرحمن بن ناصر البراك - طريق الإسلام. الأمر برفع الثوب إلى نصف الساق أو فوق الكعبين.
وقد روي " أن أبا بكر الصديق لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ". اهـ وجاء في (فيض القدير للمناوي 5/420): أي محل الإزار " ففي النار " حيث أسبله تكبرا كما أفهمه خبر " لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء " فكنى بالثوب عن بدن لابسه ومعناه: أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه. و فيه أيضا: (المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. اهـ و قال السيوطي في ( تنوير الحوالك 1/217): " ما أسفل من ذلك " ، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء. و في ( الديباج 1/121): " المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء " ، وقد رخص في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. "
اللهم هون برد الشتاء, 2024