أعلن وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية بدء إجراءات تمليك المواطنين عقاراتهم الواقعة داخل نطاق حدود أراضي الوقف بمحافظة بحرة، وذلك ابتداء من (الأحد) 5 جمادى الأولى 1442، الموافق 20 ديسمبر 2020، عن طريق المكاتب الهندسية المعتمدة من أمانة الوقف لهذا الغرض. وعلى المواطنين المعنيين بهذه المرحلة مراجعة الموقع الإلكتروني الرسمي لأمانة الوقف: لمعرفة المكاتب الهندسية المعتمدة من أمانة الوقف، المخولة باستقبال طلبات المواطنين، وتزويدهم بالاشتراطات والمتطلبات لإنهاء إجراءاتهم. وأوضحت إدارة الوقف أن ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس نظارة وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية الأمير خالد الفيصل.
عقد أمين عام وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية د. سمير نصر الدين اليوم الخميس بمقر أمانة الوقف اجتـماعاً مع وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة م. صالح اللحيدان، وعدد من مسؤولي الوزارة المرافقين له. ويأتي الاجتماع في إطار توجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أميـر منطقة مكة المكرمة رئيــس مجلس نظـارة وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية ورغبة من مجلس نظارة الوقف في بناء شراكات استراتيجية فعالة فيما بينها، وبين قطاعات الدولة المختلفة ذات العلاقة تتواكب مع رؤية المملكة 2030 وتحقيق الأهداف الإستراتيجية المشتركة. وجرى خلال الاجتماع بحث سبل التعاون، وإمكانية خلق الشراكات، وعمل مذكرات تفاهم حول نقاط ومواضيع متعددة من أهمها المشاركة في الحفاظ على البيئة، وزيادة الاستفادة من مصادر المياه والصرف الصحي بعد معالجتها للغرض الزراعي، ونشر التوعية في ترشيد المياه واستفادة الوزارة من آبار، وأراضي أمانة الوقف. واتفق الطرفان على عمل مذكرة تفاهم بين أمانة الوقف ووزارة البيئة والمياه والزراعة تضم عدداً من النقاط التي تساهم في تحقيق الأهداف بين الطرفين ومن المتوقع أن ترى النور قريباً.
حين تقف متأمّلاً هذا الصرح الخيري الباذخ؛ وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية، تتداعى إلى خاطرك صور التاريخ وهي تجسّد عظمة قائد فذٍّ، وروح أبٍ حانٍ، ورؤية ملك جمع أسباب المجد كلها، بدءاً بملحمة التوحيد، وصولاً إلى إرساء مملكة راسخة الأركان، سامقة البنيان، متشارفة للمعالي على مر الحقب والأزمان. صرح يقف شاهداً اليوم على ما كان يوليه الملك المؤسس -طيّب الله ثراه- من اهتمام بالغ برعيته، وحرص على توفير الحياة الكريمة لهم، بتذليل كل الصعاب، وتوفير كل معينات الحياة، صوناً لكرامة إنسان المملكة، ونهوضاً به نحو مشارف التطوير والنمو والازدهار.. إنجاز لم يضع للوقت اعتباراً بل اختصر مسافاته اختصاراً. عد بالذاكرة، وانظر في صفحات التاريخ المسطورات بكل الفخر حول هذا الصرح، سينبئك أن هاجس العطش، كان دائماً يخيّم بظلاله الكثيفة على جدة؛ عروس البحر الأحمر، وزاد الأمور سوءاً عندما تعرضت «الكنداسة»، مصدر الماء الوحيد للمدينة، لعطل لم تفلح معه كل محاولات الإصلاح، فاجتمع أثرياء ووجهاء «العروس» وأسهموا بتبرعاتهم لشراء عين ماء. وعندها جاء تدخّل الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ليرد التبرعات أولاً إلى أصحابها، ويوجّه من ثمّ وزير ماليته آنذاك، معالي الشيخ عبدالله السليمان، بإنفاذ عقد الاتفاق لجلب الماء من وادي فاطمة إلى مدينة جدة على نفقته الخاصة، مشدداً عليه بأن لا يبخل على ملاك العيون والآبار بالمال، في طيّات كلمات باقيات ما بقي الزمان لأهل جدة: «إني قد أمرته بأن يجتمع بكم وأن يتذاكر معكم في عقد الاتفاق وأمرته أن لا يبخل عليكم بمال».
اللهم هون برد الشتاء, 2024