(بيان) لما ذكر سبحانه تكذيب الذين كفروا وجدالهم في آيات الله بالباطل ولوح إلى انهم غير معجزين ولا مغفول عنهم بل معنيون في هذه الدعوة والعناية فيهم أن يتميزوا فيحق عليهم كلمة العذاب فيعاقبوا عاد إلى بدء الكلام الذي أشار فيه إلى أن تنزيل الكتاب وإقامة الدعوة لمغفرة جمع وقبول توبتهم وعقاب آخرين فذكر أن الناس قبال هذه الدعوة قبيلان: قبيل تستغفر لهم حملة العرش والحافون به من الملائكة وهم التائبون إلى الله المتبعون سبيله ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، وقبيل ممقوتون معذبون وهم الكافرون بالتوحيد. إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة غافر - تفسير قوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم- الجزء رقم24. قوله تعالى: " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به " إلى آخر الآية. لم يعرف سبحانه هؤلاء الحاملين للعرش من هم؟ ولا في كلامه تصريح بأنهم من الملائكة لكن يشعر عطف قوله: " ومن حوله " عليهم وقد قال فيهم: " وترى الملائكة حافين من حول العرش " الزمر: 75 أن حملة العرش أيضا من الملائكة. وقد تقدم تفصيل الكلام في معنى العرش في الجزء الثامن من الكتاب. فقوله: " الذين يحملون العرش ومن حوله " أي الملائكة الذين يحملون العرش الذي منه تظهر الأوامر وتصدر الأحكام الإلهية التي بها يدبر العالم، والذين حول العرش من الملائكة وهم المقربون منهم.
وفي رواية عن الأوزاعي قال: حدثنا حسان بن عطية رحمه الله تعالى قال: إن حملة العرش ثمانية أقدامهم مثبتة في الأرض السابعة رؤوسهم قد جاوزت السماء السابعة وقرونهم مثال طولهم عليها العرش. عن الأوزاعي عن هارون بن رئاب قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حزين رخيم يقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك وأربعة منهم يقولون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان» [19]. وقد اهتز عرش الرحمٰن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه، فروى البخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ » [20]. قال ابن القيم رحمه الله: «وإذا كان عرش الرحمٰن قد اهتز لموت بعض أتباعه فرحًا واستبشارًا بقدوم روحه، فكيف بقدوم روح سيد الخلائق؟» [21]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] تفسير ابن كثير رحمه الله (2/ 405). [2] تفسير ابن كثير رحمه الله (14/ 313). [3] (2/ 582)، وصححه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في تخريجه لأحاديث تفسير ابن كثير رحمه الله (1/ 571)، وأخرجه الذهبي في كتابه العلو ص76، وصححه الألباني رحمه الله في مختصر العلو ص45. أهـ. وهذا له حكم الرفع. [4] صحيح البخاري برقم 6346، وصحيح مسلم برقم 2730. [5] (1/ 242)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 291) واللفظ له، والأثر قال عنه الذهبي في العلو: إسناده صحيح، ص79. كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش - منبع الحلول. [6] القول المفيد شرح كتاب التوحيد (3/ 379). [7] مسائل كتاب التوحيد ص112.
وقوله: " يسبحون بحمد ربهم " أي ينزهون الله سبحانه والحال أن تنزيههم له يصاحب ثناءهم لربهم فهم ينزهونه تعالى عن كل ما لا يليق بساحة قدسه ومن ذلك وجود الشريك في ملكه ويثنون عليه على فعله وتدبيره. وقوله: " ويؤمنون به " إيمانهم به - والحال هذه الحال عرش الملك والتدبير لله وهم حاملوه أو مطيفون حوله لتلقي الأوامر وينزهونه عن كل نقص ويحمدونه على أفعاله - معناه الايمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ففي ذكر العرش ونسبة التنزيه والتحميد والايمان إلى الملائكة رد للمشركين حيث يعدون الملائكة المقربين شركاء لله في ربوبيته وألوهيته ويتخذونهم أربابا آلهة يعبدونهم. (٣٠٨) الذهاب إلى صفحة: «« «... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313... » »»
فقال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني عن الله تبارك وتعالى، فقد لعن إبليس إلى يومك هذا، وهو غضبان عليه، فمتى رضي؟ وهو في صفتك لم يزل غضباناً.. الخ.. 16. والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 17. مواضيع ذات صلة
[١٠] صفات عامة للملائكة هنالك صفات عامة لملائكة الرحمن منها: [١١] أجسام نورانية، لا يتصفون بأوصاف البشر من ذكورة أو أنوثة، كما أنّهم مطهرون من الشهوات، ولا ينامون ولا يتناسلون. امتناعهم عن الطعام والشراب، فطعامهم التسبيح والتقديس. قدرتهم على التصور في صور البشر، كما حصل مع نبي الله لوط عليه السلام حينما أتته الملائكة في صورة شباب حسان الوجوه. مقاماتهم عند ربهم، فأعظمهم ومن ساداتهم جبريل، وإسرافيل، وميكائيل، وملك الموت عليهم السلام. الذين يحملون العرش ومن. فضلهم وشرفهم، قال تعالى: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ*كِرَامٍ بَرَرَةٍ). [١٢] قوتهم، فقوة الملائكة عظيمة جداً، ومثال على ذلك قوة جبريل عليه السلام حينما اقتلع جبال قوم لوط دفعة واحدة. المراجع ↑ "عرش الرحمن في القرآن" ، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، مجلة البحوث العلمية، العدد 82 ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-22. بتصرّف. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 8/533، إسناده على شرط الصحيح. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8/138، رجاله رجال الصحيح. ↑ عمر سليمان الأشقر (1983)، عالم الملائكة الأبرار (الطبعة 3)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 30،57.
اللهم هون برد الشتاء, 2024