ت + ت - الحجم الطبيعي ما معنى قوله تعالى: (فإذا نُقِرَ في الناقور) [المدثر:8]؟ ذكر المفسِّرون أنَّ الناقور هو الصُّور أي البوق الذي يُنفخ فيه يوم القيامة. وعلى هذا يكون قوله تعالى: (فإذا نقر في الناقور) مثل قوله: (فإذا نفخ في الصور). وذكر العلماءُ أنَّ إسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور ثلاث نفخات: الأولى: نفخة الفزع، قال تعالى في سورة النمل: (ويوم يُنفخ في الصور ففزع مَن في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله). فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. والثانية: نفخة الصعق التي يموت فيها الخلائق. والثالثة: نفخة الإحياء بعد الموت، وفي هاتين النفختين قال تعالى: (ونفخ في الصور فصَعِق مَنْ في السموات ومن في الأرض إلا مَنْ شاء الله. ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون). أمّا حقيقة الصور وكيفية تأثير ذلك على كل ذي روح فذلك ممّا نؤمنُ به ولا نعلم كيف يتم. وعلى كلٍّ فذلك تصوير لأهوال القيامة ممّا إذا تدبَّره الإنسانُ ازداد لله خشيةً وله طاعةً وبه استعاذةً، كما كان سلفنا الصالح. ذكروا أنَّ قاضي البصرة (زرارة بن أوفى) رحمه الله كان يؤمُّ جماعةً في صلاة الفجر فقرأ فيما قرأ: (فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير) فشهق شهقةً وسقط ميتاً.
ويجوز أن يكون معطوفاً على { فاصبر} [ المدثر: 7] بناء على أنه أمر بالصبر على أذى المشركين. و { الناقور}: البوق الذي ينادى به الجيش ويسمى الصُّور وهو قرن كبير ، أو شبهُه ينفخ فيه النافخ لنداء ناس يجتمعون إليه من جيش ونحوه ، قال خُفاف بن نَدْبَةَ: إذا نَاقورُهم يوماً تَبَدَّى... أجاب الناسُ من غرب وشَرق ووزنه فاعول وهو زنة لما يقع به الفعل من النقْر وهو صوت اللسان مثل الصفير فقوله نُقر ، أي صُوِّت ، أي صوَّت مُصَوِّتٌ. تفسير قوله تعالى: فإذا نقر في الناقور. وتقدم ذكر الصور في سورة الحاقة.
أما عن الفترة الزمنية الفاصلة بين النفختين ، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بين النفختين أربعون ، قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما ، قال: أبيت ، قال: أربعون سنة ، قال: أبيت ، قال: أربعون شهرا ، قال: أبيت ،.. ) رواه البخاري ومسلم. ومعنى قول أبي هريرة رضي الله عنه: أبيت. أي:أمتنع عن تحديد أي أربعين أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، لكونه صلى الله عليه وسلم أطلق لفظ أربعين ولم يحدد. والله أعلم.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) يقول: الصور. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال الحسن: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) قال: إذا نُفخ في الصُّور. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) والناقور: الصور، والصور: الخلق. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله:: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) يعني: الصُّور. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن أبي جعفر، عن الربيع، قوله: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) قال: الناقور: الصور. حدثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع، مثله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) قال: الصور. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
27406 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب, قَالَ: ثنا وَكِيع, عَنْ شَرِيك, عَنْ جَابِر, عَنْ مُجَاهِد { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُور} قَالَ: إِذَا نُفِخَ فِي الصُّور. *- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم, قَالَ: ثنا عِيسَى; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا وَرْقَاء, جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح, عَنْ مُجَاهِد, قَوْله { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُور} قَالَ: فِي الصُّور, قَالَ: هُوَ شَيْء كَهَيْئَةِ الْبُوق.
اللهم هون برد الشتاء, 2024