drivingchallenge.com

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 34

June 2, 2024, 5:05 pm

«والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون»، (التوبة: 34، 35). يروي البخاري بسنده عن زيد بن وهب قال: «مررت بالربذة، فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟، قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله)، قال معاوية رضي الله عنه: نزلت في أهل الكتاب. الذين يكنزون الذهب والفضة – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور. فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني، فكتب إلي عثمان رضي الله عنه أن أقدم المدينة، فقدمتها فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا عليّ حبشياً لسمعت وأطعت». «تباً للذهب والفضة» والمفسرون أيضا مختلفون، فعند بعضهم أنها في أهل الكتاب خاصة، وقال السدي: «هي في أقل أهل القبلة، وقال الضحاك: هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين، وقال ابن عباس: يريد من المؤمنين. وروي أنه لما نزلت: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تباً للذهب والفضة»، قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز؟ قال: «قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة».

التفريغ النصي - سورة التوبة - الآية [34] - للشيخ عبد الحي يوسف

انتقل أبو ذر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى بادية الشام، فأقام إلى أن توفي أبو بكر وعمر، وولي عثمان، فسكن دمشق. وظل يحارب اكتناز المال، ويقول: «بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاوٍ من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة»، وكان يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يعطوهم حقهم من الزكاة فسمي محامي الفقراء.

والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها..!

الثاني: أن يكون التقدير: ولا ينفقون الكنوز. وقال الزجاج: ولا ينفقون تلك الأموال. التفريغ النصي - سورة التوبة - الآية [34] - للشيخ عبد الحي يوسف. قوله تعالى: فَبَشِّرْهُمْ [التوبة:34]، أي: أخبرهم، بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة:34]، أي: مؤلم موجع. المعنى الإجمالي للآية يقول الله عز وجل: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، وأقروا بوحدانية ربهم، إن كثيراً من العلماء والقراء من بني إسرائيل من اليهود والنصارى لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [التوبة:34]، يأخذون الرشوة في أحكامهم، ويحرفون كتاب الله، ويكتبونه بأيديهم ثم يقولون: هذا من عند الله، ويأخذون عليه ثمناً قليلاً من سفلتهم، قيل: كانوا يأخذون من أموال أتباعهم ضرائب وفروضاً باسم الكنائس والبيع وغير ذلك مما يوهمونهم أنه من النفقة في سبيل الله والتزلف إليه سبحانه، وهم من خلال ذلك يكنزون تلك الأموال، كالذي ذكره سلمان الفارسي رضي الله عنه عن الراهب الذي استخرج كنزه. وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:34]، أي: يمنعون من أراد الدخول في الإسلام بنهيهم إياهم عنه، ويأكلها أيضاً معهم الذين يكنزون الذهب والفضة وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:34]. فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة:34].

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 34

و(تم) ضمير فاعل (لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل كنزتم أو مفعوله الفاء لربط جواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) موصول مفعول به على حذف مضاف أي جزاء ما كنتم... (كنتم) فعل ماض ناقص... و(ثم) اسم كان (تكنزون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: (يحمى عليها... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (تكوى.. والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها..!. جباههم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحمى عليها. وجملة: (هذا ما كنزتم) في محلّ رفع نائب فاعل لفعل مقدّر تقديره يقال أي: يقال لهم هذا ما كنزتم. وجملة: (كنزتم... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: (ذوقوا... ) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنزتم فلم تنفقوا فذوقوا. وجملة: (كنتم تكنزون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: (تكنزون) في محلّ نصب خبر كنتم. الصرف: {يحمى} ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، أصله يحمي جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. (تكوى)، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى (يحمى). (جباه)، جمع جبهة، اسم للعضو المعروف، وزنه فعلة بفتح فسكون. البلاغة: 1- قوله تعالى: (فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ) خصت بالذكر، لأن غرض الكانزين من الكنز والجمع أن يكونوا عند الناس ذوي وجاهة ورياسة بسبب الغنى، وأن يتنعموا بالمطاعم الشهية والملابس البهية، فلوجاهتهم كان الكي بجباههم، ولامتلاء جنوبهم بالطعام كووا عليها، ولما لبسوه على ظهورهم كويت، أو لأنهم إذا رأوا الفقير السائل زووا ما بين أعينهم، وازوروا عنه وأعرضوا وولوه ظهورهم واستقبلوا جهة أخرى.

تفسير: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل)

باعتبارهما عملة ذات قيمة لها علاقة بحركة الاقتصاد وتبادل الحاجات ، اذا الكنز يعرقل حركة السوق لان فقدان العملة من خلال كنزها وعدم تدويرها يودي الى ركود وغلاء فيمنع الناس من تبادل الحاجات الظرورية للحياة لذلك اسست المصارف والبنوك لتدوير واستثمار هذا النقد (العملة) وعدم كنزه سواء في البيوت او قاصات المصارف. في نفس الوقت الذي حرم الاسلام الكنز وامر بالانفاق المعتدل كذلك حرم استغلال تدوير المال وفرض الربا الذي يجهد المحتاج وجعلة عرضة لابتزاز نتيجة حاجتة فتفرض عليه فائدة مشروطة يضطر للموافقة نتيجة الحاجة وقد عد الاسلام الربا من الكبائر فمثلما حرم الكنز حرم الربا ولا ستغلال ووقف الى جانب المدين المعسر وحتى لايكون دول بيد الحكام. مهمة المصارف... هي المحافظة على قيمة العملة وضبط حركاتها بين العرض والطلب وتدويرها واستثمارها بالشكل الذي يحرك عجلة اقتصاد البلد ويحمية من ظاهرة الركود والتضخم باعتبار ان هذه العملة هي عملة وطنية لها علاقة بحياة كل الناس من يملكها بيده او من لا يملكها ، فمن الناس من يملك النقد ومنهم من يملك حاجة او يملك قوة او جهد او و سيلة ، لذلك العملة قد تكو ن اليوم بيدك وغدا بيدي ، من هنا جاءت المصارف والبنوك لتسهيل مهمة استثمار النقد وتسهيل التعامل به وتسهيل مهمة تداولة وفتح فرص لاستثمار الامثل له ولم تكن فكرة البنك او المصرف هي قاصة او مخزن لخزن المال.

الذين يكنزون الذهب والفضة – الموقع الرسمي | للدكتور المهندس محمد شحرور

ولذلك فإن هذا التحذير الشديد سوف يعالج مشكلة تكدس الأموال في أيدي القلة القليلة من الناس، وهذا ما حدث خلال فترة الحكم الإسلامي للعالم في القرون الماضية وبخاصة القرون الأولى بعد النبي صلى الله عليه وسلم. حيث تقلص الفارق بين الأغنياء والفقراء وأصبحت الطبقة المتوسطة هي الغالبية العظمى (وبخاصة خلال العصر الأموي والعباسي). ولكن في العصر الحديث ابتعد الناس عن تعاليم الإسلام، ونسوا هذه الآية ونسوا لقاء الله تعالى فأنساهم أنفسهم، فلهثوا وراء المال ولم يجلب لهم إلا مزيداً من التعاسة. وهكذا فالنصيحة التي يقدمها الخبراء اليوم من ضرورة تقليص الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء، هذا ما نادى به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً.. ألا يستحق هذا الدين أن يتبعه جميع البشر؟ فهو يضمن للجميع الرفاهية والعدالة والحياة المستقرة.

إعراب الآية رقم (33): {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)}. الإعراب: (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (أرسل) فعل ماض، والفاعل هو (رسول) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسل) الواو عاطفة (دين) معطوف على الهدى مجرور مثله (الحقّ) مضاف إليه مجرور اللام تعليليّة (يظهر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو والهاء ضمير مفعول به (على الدين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يظهر)، (كلّ) توكيد للدين مجرور مثله والهاء مضاف إليه (ولو كره المشركون) مثل كره الكافرون. والمصدر المؤوّل (أن يظهره... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسل). جملة: (هو الذي... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (أرسل... ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (يظهره... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: {لو كره المشركون} في محلّ نصب حال... وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فسيظهر دين الحقّ على الدين كلّه.. إعراب الآية رقم (34): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (34)}.

اللهم هون برد الشتاء, 2024

[email protected]